جان كورد
“لا تظنوا أبداً أننا سنتوسّل إليكم من أجل حريتنا”
أنظروا إلى الصورتين المنشورتين للأستاذ المناضل مصطفى جمعة، فستكتشفون كبرياءه وشموخه وهو بين أيدي جلاديه، ففي الصورة الأولى تراه إنساناً هادئاً متواضعاً وهو في القفص الكبير الذي يسمى سوريا، وفي الصورةالأخرى تراه حانقاً تبدو على وجهه آثار تعذيب نفسي يكاد يتفجّر من نظرته التي تقول لنا: أنظروا ماذا يفعل هؤلاءالمجرمون بنا في قفصهم الصغير، الذي هو المعتقل الرهيب ... إنه يحمل رقمه في يده، مرفوع الهامة، رغم أن المرء يتحوّل هناك إلى مجرّد رقم، لا أقل ولا أكثر، وكأن النظام يتعامل مع بهائم وليس مع بشر ومثقفين...
نعم كانت سوريا في عهد الأب الدكتاتور هكذا وهي في عهد الابن الدكتاتور على نفس المنوال، فلم يرث عنه الحكم وأدواته القمعية فحسب، بل وأساليب الاستخفاف بالانسانية معهما أيضاً...
أكاد أسمع صوت مناضلنا الكبير مصطفى جمعة وهو يقول في قلبه الغامر بالأحزان والآلام الآن ((لا تظّنوا أبداً بأننا سنتوسّل إليكم من أجل حريتنا))، وأكاد أشعر بأن جبال كوردستان تردد ذلك ، بل وكل أطفال شعبنا يرددون النغم الرائع مع الجبال...وجميع من خرج البارحة واليوم، للتظاهر أو الاعتصام في ذكرى الانتفاضة المجيدة، سواء في داخل البلاد أو خارجها...
أستغرب كيف لا يسمع العالم الحر الديموقراطي، وعالم المؤمنين بالانسانية والحقوق والعدالة والأديان، صراخ الشعب الكردي القوي الذي يتمثّل اليوم في نظرة المناضل مصطفى جمعة التي تفصح عن كل الألأم الكردية في ظل الدكتاتورية العنصرية، كما تمثّلت في وجه شيخ الشهداء الجليل وسائر شهداء الانتفاضة ورفض الظلم والاضطهاد من قبل....
قد يقول قائل:" أنتم الكرد لاتملكون قراراً موحداً، وأنتم ليس بينكم قادة شجعان، وأنتم بلا حول ولاقوّة...و...و..."
فإنّ ردّي على كل هؤلاء هو أن نظرة الأستاذ مصطفى جمعة هذه تثبت لنا أن لنا نحن الكرد قرار موّحد، ألا وهو التخلّص من العبودية، والدكتاتورية العنصرية، ونبغي الحياة في الحرية والديموقراطية والسلام، ولنا قادة لايهابون الموت والسجون والتعذيب، وهم شامخون ومصرّون على قيادة شعبهم إلى الحرية، من أقفاص العصابات الحاكمة، وقوّتنا ستفت الفولاذ وستفشل كل مخططات العنصريين الحاقدين، بايماننا الذي لا يتزعزع بالله العلي القدير، وبعدالة قضيتنا القومية، وبضرورة انقاذ سوريا من براثن الطغمة الفاسدة الناهبة لخيرات البلاد، ونحن مستعدون لدفع الثمن...
عاش نضال شعبنا الكوردي في غرب كوردستان
الخلود لارواح شهداء الانتفاضة، وروح شيخ شهداء الانتفاضة الشيخ محمد معشوق الخزنوي
الحرية للمعتقلين السياسيين جميعاً