في الوقت الذي يتجه فيه المجتمع الدولي في علاقاته نحو الحوار والديمقراطية وتفعيل القيم الإنسانية وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتأكيد الأنظمة السياسية على المشاركة السياسية وتنمية الوعي السياسي والإنساني والحضاري واحترام حقوق الشعوب والأقليات أقدمت السلطات في الرقة على ارتكاب جريمة بحق أبناء الشعب الكردي في سوريا أثناء احتفالهم بعيد النيروز القومي مما أدى إلى استشهاد البعض وجرح ما يزيد عن خمسين مواطناً كرديا واعتقال العشرات منهم ,
إننا نرى أن إقدام السلطات في الرقة على ارتكاب هذه الجريمة بحق أبناء الشعب الكردي ما هو إلا تعبير عن التخبط بالتعامل مع القضية الكردية وإن هذه الجريمة النكراء تعد مخالفة صريحة للمبادئ الإنسانية والديمقراطية والقانونية الدولية على اعتبار أن القانون الدولي الإنساني الخاص والعام يهدف الى حماية الجنس البشري والإنسانية جمعاء سواء بوجودها أو بثقافتها على اعتبار أن عيد النيروز جزء من التراث الثقافي الكردي وبالتالي الإنساني وحيث أن القوانين الدولية تحض على حماية التراث الإنساني وفق ما ورد في الاتفاقيات الدولية ,
وإن هذا الفعل يعتبر تعدياً صريحا للمبادئ المتعلقة بالنظام العام الدولي والذي يستدعي تحرك الضمير العالمي الإنساني تجاه هذا الفعل الغير أخلاقي ,
وبدورنا ندين بشدة ونستنكر هذه الجريمة النكراء التي تستهدف أبناء الشعب الكردي في وجود الجسدي والثقافي والسياسي وتعد مخالفة لمبادئ حقوق الإنسان والنصوص الواردة في الدستور السوري والقوانين .
ولذلك إننا نناشد ونطالب الرأي العام الدولي والإقليمي والمحلي والهيئات والمنظمات الإنسانية المختصة والأمم المتحدة التدخل القانوني والإنساني لدى السلطات السورية لإجراء التحقيق القانوني السليم والعادل والموضوعي وإجراء المقتضى القانوني تحت طائلة تحميل السلطة السورية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وكذلك نطالبها بتوضيح موقفها بالإدانة والإسراع بإجراء السلوك المناسب وإحالة المعتدين إلى القضاء المختص وإطلاق سراح جميع المعتقلين وخاصة المعتقلين على خلفية هذه الحادثة .
حلب 3132010
مجموعة من المحامين الكرد في حلب