النوروز أيقونة وعيد شعوب الشرق كلها ..؟؟
المحامي جريس الهامس *
من أرض اّرام وأولادها الشرعيين كنعان وفينيقيا وأوغاريت غربا إلى وادي النيل ... حتى بلاد النوبة جنوباً ( شم النسيم ) إلى سومر و بابل واّشور وكلدان وعيلام والحوريين والميديين والفرس وصولاً إلى الهند والصين شرقاً كلها شعوب تعتبر أول الربيع عندما يتساوى الليل والنهار في 21 اذار من كل عام عيدها القومي عيد التغيير والخير والتجديد ومنها من اعتبره بداية عام جديد قبل التقويمين الميلادي والهجري ...—هذا في نصف الكرة الشمالي – أما في نصف الكرة الجنوبي فإن 21 اّذار هو بداية الخريف كما في الأرجنتين وجنوب أفريقيا وأستراليا مثلاً ( جنوب خط الإستواء ... إذا النور رمز ظاهرة فلكية مرتبطة بالإعتدال الربيعي وتساوي الليل والنهار ... وهذا العيد تحترمه شعوب المشرق خصوصاً وبعضها جعله بداية تقويمهما السنوي .. فالصين والهند والفراعنة وشعوب الساحل السوري وميديا والأكراد وشعوب ميزوبوتاميا كلها حتى حدود أرمينيا تحتفل بهذا العيد كعيد قومي خاص بها , وقد أقامت له الاّلهة الخاصة منذ أقدم العصور و حبكت الأساطير الخاصة والحكايا الجميلة والإنسانية في هذه المناسبة التي تحولت إلى عيد قومي للشعب الكردي ,,,كأسطورة ( كاوا الحداد ) الكادح الثائر لتخليص شعبه من عبودية الطاغية ( اّزاك ) والنار المقدسة نار الثورة دفاعاً عن المضطهدين عند الشعب الكردي ) ...
وفي سورية أذكر بعد عام 1965 نظم رفاقنا في الإتحاد الشعبي لأكراد سورية الذي كان يحمل يومها إسم ( الحزب الديمقرطي الكردي اليساري ) بقيادة المناضل الوطني صلاح بدر الدين ... نظموا إحتفالات في هذا العيد لأول مرة في حي الأكراد بدمشق . وكان العيد يمر كغيره من الأعياد دون أية مشاكل .
..لكن في العهد الأسدي ( الإشتراوحدوي ) وتحت ظل فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية ونظام القمع الهمجي الممتد منذ 8 اّذار 1963 حتى اليوم منع الإحتفال بهذا العيد وأطلق النارعلى المحتفلين به في بساتين ركن الدين واستشهدالسيد ( سليمان اّدي ) أحد المناضلين من رفاق الإتحاد الشعبي وجرح العشرات في هذا العيد واستمر نظام الإضطهاد العنصري ضد الشعب الكردي حتى الساعة الذي توج بالمرسوم التشريعي رقم 49 تاريخ 10 / 9 / 2008 الذي يلغي حقوق الملكية لسكان منطقة الجزيلاة السورية من العرب والسريان والأكراد واعتقل المئات من المناضلين الكرد والعرب والسريان ضد الإستبداد والتمييز العنصري ولايزال 60 مواطناً كردياً معتقلاً في سجن – المسلمية في حلب – منذ أذار 2009 دون محاكمة حتى اليوم ..
وإننا إذ نحيي ذكرى شهداء إنتفاضة القامشلي السادسة هذا العام وا غتيال الشيخ الخزنوي تحت التعذيب ومحاولة إخفاء جثته , وذكرى المئات من شهداء شعبنا العربي والسرياني والكردي من العسكريين والمدنيين .. كما نحيي مناضلات و مناضلي الرأي والضمير في السجون الأسدية سجون الطاغية ( اّزاك )وعصابته .. فإننا نهنئ جميع القراء الكرام وجميع أصدقائنا من الكرد والصابئة واليزيديين والعرب في هذ العيد العالمي ونكرر دعوتنا المستمرة كل عام بأن يكون هذا العيد يوم عطلة رسمية إحتراماً لتقاليد شعبنا وحقوقه القومية ووحدته الوطنية التي صنعت الإستقلال الوطني وبنت الجمهورية السورية ... ولينتصر النور على الظلام والحرية والديمقراطية على الإستبداد والطائفية , والتمييز العنصري القومي والطائفي ... لندفن إلى الأبد كل الغيلان والطغاة لينتصر الإنسان .... لاهاي – 21 / اّذار
= = = = = = = = = = =
* المحامي جريس الهامس كاتب ، وأمين عام الحزب الشيوعي العربي (الماركسي – اللينيني) سابقا .
تطوع للدفاع عن المناضلين عادل اليزيدي ويوسف ديبو في السبعينات من القرن المنصرم .